مع حلول شهر رمضان، تتجه أنظار التونسيين إلى شاشات التلفزة لمتابعة الأعمال الدرامية والبرامج الترفيهية التي باتت جزءًا من الطقوس الرمضانية. وتحظى شاشات التلفاز في هذا الوقت من العام بمشاهدات عالية من قبل الأسر التونسية التي تجتمع لمتابعة العروض التي تقدمها القنوات المحلية والعربية.
لكن رغم الأجواء الرمضانية التي تملؤها المتعة والتسلية، لم تكتمل الفرحة هذا العام، حيث أعرب العديد من المشاهدين عن استيائهم الشديد من الطول المفرط لفواصل الإشهار التي قطعت تسلسل الحلقات الأولى من المسلسلات الرمضانية، مما أثر بشكل سلبي على متعة المشاهدة. فقد تحول ما كان من المفترض أن يكون وقتًا ممتعًا وهادئًا إلى وقت ضائع بين الفواصل الإعلانية الطويلة، مما جعل العديد من المتابعين يشعرون بالإحباط.
ما زاد من استياء الجمهور هو المحتوى الذي يتم تقديمه في بعض الإعلانات، الذي وصفه الكثيرون بـ"غير اللائق"، بل واعتبروا أنه يفتقر إلى الحساسية الاجتماعية والأخلاقية. وقد تحول الأمر إلى قضية شغلت وسائل التواصل الاجتماعي، حيث غصت الصفحات والتعليقات بآراء غاضبة من المشاهدين، الذين وصفوا ما يحدث بـ"الابتزاز الإعلاني"، مؤكدين أن هذا النوع من الإعلانات يفسد الأجواء الرمضانية الخاصة التي تتميز بالروحانية والهدوء.
وفي نفس السياق، نشر مقدّم الأخبار التونسي إقبال الكلبوسي تدوينة عبر حسابه الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد خلالها إحدى الشركات الإعلانية التي كانت وراء هذه الحملة الإعلانية المكثفة. وقال في تدوينته: "ملا وقاحة!!! وفي رمضان... أنا قادر على تحصين أبنائي من متابعة الكثير من الأعمال الرمضانية، لكني غير قادر على منعهم من متابعة الإشهار... هناك إشهار لشركة اتصالات أقل ما يقال عنه أنه فج وقح ويخوض في قلة الحياء بالإيحاء... يوميًا نتجرع هذا السم، والخطأ يقع على عاتقنا نحن المتابعين."
وأضاف قائلاً: "سامحونا بلحق جينا نعيشوا معاكم... ياخي وين مشات التربية والأخلاق والحشمة... لا حول ولا قوة إلا بالله."
وقد أثارت تدوينة الكلبوسي تفاعلاً واسعًا بين متابعيه، الذين عبروا عن تأييدهم لموقفه، مؤكدين أن هناك حاجة لتقنين وتعديل طريقة عرض الإعلانات على القنوات التونسية، خاصة في شهر رمضان، لتجنب التأثير السلبي على المشاهدين.