أثار مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين 24 مارس 2025، جدلاً واسعًا في تونس بعد أن أظهر تدخلًا مثيرًا من أعوان الأمن ضد شاب تونسي رفع علم فلسـ.ـطين داخل ملعب رادس وقام بتمزيق أحد الملصقات التابعة لمساحة تجارية كبرى.
تفاصيل الحادثة:
وفقًا للأخبار المتداولة، فإن الحادث وقع خلال مباراة المنتخب الوطني التونسي ضد نظيره المالاوي ضمن تصفيات كأس العالم المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك 2026. حيث اقتحم الشاب التونسي أرضية الملعب رافعًا علم فلسـ.ـطين، وهو مشهد اعتادت العديد من الأحداث الرياضية في تونس وخارجها أن يشهد مشابهًا له دون أن يتسبب في تصعيد بهذا الشكل. ومع ذلك، تدخل أعوان الأمن هذه المرة بشكل غريب لافت، حيث تم التعامل مع الشاب بطرق قوبلت بانتقادات واسعة من قبل المتابعين.
وقد أظهرت لقطات الفيديو التي تم تداولها، استخدام رجال الأمن القوة بشكل فاق المعتاد في مثل هذه الحالات، ما أثار العديد من التساؤلات حول الدوافع وراء تصعيد هذا الموقف. كما أشار العديد من الناشطين إلى أن ما حدث لا يتماشى مع المواقف الرسمية والشعبية التونسية التي تدعم القضية الفلسـ.ـطينية.، ما جعل الحادثة محطًا للجدل بين مؤيدين ومعارضين لهذا التصرف.
إطلاق سراح الشاب واستماع السلطات إليه:
وفي تطور جديد، أكّد صباح اليوم الثلاثاء 25 مارس 2025، المحامي خالد الكريشي، إطلاق سراح الشاب محمد الأمين الطويهري، حيث تم استدعاؤه من قبل الشرطة العدلية ببنعروس للاستماع إلى أقواله كمتضرر. كما تم فتح تحقيق رسمي ضد أعوان الأمن الذين تعاملوا مع الحادثة، في خطوة من شأنها أن تسهم في توضيح الملابسات القانونية لهذا التدخل.
الواقعة أثارت أيضًا موجة من ردود الفعل المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أن ما حدث يتناقض مع القيم الديمقراطية وحرية التعبير، في حين اعتبر آخرون أن التصعيد الأمني كان ضروريًا للحفاظ على النظام داخل الملعب. وفي هذا السياق، لا يزال الجدل مستمرًا بشأن كيفية معالجة مثل هذه القضايا التي تمس الرموز الوطنية، خصوصًا في ظل دعم غالبية الشعب التونسي للقضية الفلسـ.ـطينية.
الردود على وسائل التواصل الاجتماعي:
تصدر هاشتاغ "الحرية للعلم الفلسـ.ـ طيني" مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من التونسيين عن استيائهم من الحادثة، مؤكدين على ضرورة احترام حرية التعبير في البلاد. في المقابل، أيد البعض التصرف الأمني معتبرين أن الحفاظ على النظام العام أمر مهم في مثل هذه الفعاليات الرياضية.
تظل القضية مفتوحة أمام الرأي العام، وسط مطالبات بتحقيق شفاف من قبل السلطات التونسية لمحاسبة كل من تورط في هذا الحادث.