تونس: ''صمصة'' فاخرة بـ 280 دينار تثير الجدل "سوم الكيلو قد غرام ذهب"



يُعتبر شهر رمضان دائمًا موسمًا تزدهر فيه التقاليد الغذائية وتبرز فيه الحلويات الفاخرة. لكن هذا العام، تصدّرت الصمصة، الحلوى التونسية الشهيرة بالمكسرات، عناوين الجدل بعد أن بلغ سعر الكيلوغرام منها 280 دينارًا في إحدى المحلات الفاخرة في المرسى، مما أثار موجة من الغضب على الإنترنت.


على وسائل التواصل الاجتماعي، جاءت ردود الفعل حادة، حيث علّق أحد المستخدمين قائلاً: "هذا السعر غير معقول، إنه أشبه بجنون الأسعار!"، مرفقًا تعليقه بصورة للحلوى الفاخرة.


سرعان ما انتشرت هذه المنشورات وأثارت موجة من الانتقادات حول "سوق المنتجات الفاخرة"، الذي يبدو منفصلًا تمامًا عن الواقع الاقتصادي الذي يعيشه التونسيون.


ترف لا يستوعبه كثيرون

في ظلّ الأزمة الاقتصادية والتضخم الذي يثقل كاهل الأسر، أعرب كثيرون عن استغرابهم من هذه الأسعار المبالغ فيها.


علّق أحدهم ساخرًا:  "280 دينارًا؟ نتحدث عن سمسة أم كافيار؟"،وآخر يعلق "سوم الكيلو قد غرام ذهب"، بينما أضاف آخر: "مع هذا السعر، يجب أن نصبح مساهمين في المحلّ!".


واتهم البعض هذه الظاهرة بأنها انعكاس للمظاهر الاجتماعية والتفاخر غير المبرر، حيث كتب أحد المستخدمين: "الناس يشترون لإظهار أنهم قادرون على دفع الثمن، أصبحت هذه الحلوى رمزًا للوضع الاجتماعي"، كما أضاف تعليق آخر: "طالما هناك من يشتري، سيستمرون في رفع الأسعار".


ولم تخلُ التعليقات من السخرية اللاذعة:  "هذه ليست حلوى، إنها مجوهرات!"، "صمصة مغطاة بالذهب أم ماذا؟!"، أو "مع هذا السعر، آمل على الأقل أن تضمن لنا الدخول إلى الجنة!".


دفاع عن الأسعار رغم الانتقادات

ومع ذلك، دافع بعض المستخدمين عن هذه الأسعار، مشيرين إلى ارتفاع تكلفة المكونات، لا سيما اللوز والبندق والفستق.


قال أحد العملاء: "بعض أنواع الشوكولاتة المستخدمة تكلف 200 دينار للكيلو، فلماذا الاستغراب؟".


لكن بالنسبة للأغلبية، تبقى هذه الأسعار غير منطقية في بلد لا يتجاوز فيه الحد الأدنى للأجور 450 دينارًا. وقال أحد مستخدمي الإنترنت: "بينما يكافح البعض لسد احتياجاتهم، هناك من يشترون صمصة بـ280 دينارًا للكيلو. واقع محزن".


هل ستؤدي الأسعار إلى المقاطعة؟

وسط هذه الموجة من الانتقادات، دعا العديد من مستخدمي الإنترنت إلى مقاطعة هذه الحلويات باهظة الثمن.


قال البعض: "المشكلة ليست في من يبيع، بل في من يشتري!"، بينما شجع آخرون على العودة إلى التقاليد العائلية: "بصراحة، حان الوقت لإعادة ارتداء المئزر وتحضير الحلويات بأنفسنا في المنزل".


هل هذه الصمصة الباهظة مجرد منتج مخصص للفئة الراقية أم هي انعكاس لمجتمع يزداد تفاوتًا؟ ما هو مؤكد أن هذه الجدل يعكس بشكل كبير التباين الاجتماعي المتزايد في تونس.



إرسال تعليق

أحدث أقدم