أثارت حلقة الليلة من المسلسل التونسي "الفتنة" تفاعلًا كبيرًا وتعاطفًا واسعًا بين التونسيين، حيث تم عرض مشهد وفاة الجدة "دوجة"، التي تجسد شخصيتها الممثلة القديرة وسيدة الشاشة منى نور الدين، في لقطة مؤثرة للغاية.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات حول هذه الحلقة، حيث اعتبر الكثيرون أن هذا المشهد قد حمل معهم ذكريات مؤلمة عن فقدان الأجداد. أحد التعليقات أبرز التأثير الكبير للمشهد، حيث قال: "أي بشر ينجم يشوفها عادية اللقطة، لكن برشة الي حسّها برشة بقهرة ووجيعة كبيرة، وحس بغصة كبيرة وتفكر مماته الي كبرتو والي كانت سند كبير ليه، والي كانت حنينة عليه، وكانت تنحي من فمها وتعطيه، ويتفكر كل لحظة حلوة عدّاها مع مماته الي تعبت عليه وربّاته وهو صغير، وكانت في مقام الأم والبّو في نفس الوقت، هاذي وجيعة كل شخص خسر مماته وتوحشها برشة، ولقطة تخليه يحسها من كل قلبه، ثم يهزمك وفاة الجدة".
المسلسل "الفتنة" ليس مجرد عمل درامي، بل يتناول مواضيع اجتماعية عميقة ومؤثرة، حيث يناقش قضايا الميراث والخلافات بين الأشقاء، وهي مسألة تعتبر "مسكوتًا عنها" في المجتمع التونسي. ورغم أن المسلسل يعالج هذا الموضوع الحساس بطريقة غير مباشرة، إلا أن الآراء حوله انقسمت بين مشيدين ومنتقدين، ومع ذلك، كانت الإشادة بالعمل ومصداقيته أكبر حتى الآن.
العديد من المتابعين أشاروا إلى أن "الفتنة" يعكس الواقع الاجتماعي التونسي بدقة، من خلال تسليط الضوء على الصراعات الأسرية التي تنشأ بسبب مسائل الميراث، وهي ظاهرة مألوفة في الكثير من العائلات التونسية. هذا العمل يأتي ليعكس تناقضات العلاقات الإنسانية والصراعات الداخلية التي يمكن أن تبرز في العائلات نتيجة للضغوطات المالية أو غيرها من القضايا المرتبطة بالميراث.
المسلسل، الذي يتألف من 20 حلقة فقط، يهدف إلى معالجة قضايا اجتماعية معقدة تلامس حياة العديد من التونسيين، حيث يعرض تشابك العلاقات الأسرية بين أفراد العائلة الواحدة، وتناقضات الأجيال والتحديات التي يواجهها كل فرد.
الفيديو :