أكد الميداني الضاوي، رئيس النقابة التونسية للفلاحين، في تصريح إعلامي لإذاعة "جوهرة"، أن الموسم الفلاحي الحالي يُبشّر بإنتاج جيد في الزراعات الكبرى، خاصّة مع تخصيص مساحة تقارب مليون و250 ألف هكتار لزراعة الحبوب، وهو ما يعكس توجّهًا نحو دعم الأمن الغذائي الوطني وتحقيق اكتفاء ذاتي في بعض المنتجات الأساسية، في حال توفرت الظروف المناخية والتقنية المناسبة.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، حذّر الضاوي من غياب خطة وطنية استباقية لاستيعاب وفرة الإنتاج المنتظرة، مشيرًا إلى ضرورة التدخّل العاجل على مستوى تحديد الأسعار العادلة للفلاحين وتوفير حلول تخزين فعّالة لتفادي إتلاف كميات كبيرة من المحصول، كما حدث في مواسم سابقة.
وفي سياق متصل، نبّه إلى استمرار انتشار الحشرة القرمزية، وهي آفة زراعية خطيرة لا تزال تُهدّد محصول التين الشوكي في عدة ولايات، مطالبًا بتكثيف جهود المكافحة وتوفير المبيدات المناسبة لحماية هذه الثروة الفلاحية التي تُعد مصدر رزق لعدد كبير من الفلاحين.
أما فيما يتعلق بعيد الأضحى، فقد توقّع رئيس النقابة أن تشهد أسعار الأضاحي ارتفاعًا ملحوظًا هذا العام، مرجّحًا أن لا يقلّ سعر الخروف عن ألف دينار تونسي، وذلك نتيجة الزيادات المتواصلة في أسعار الأعلاف وتكاليف الإنتاج، إلى جانب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء بصفة عامة في الأسواق المحلية.
وفي ما يخص قطاع زيت الزيتون، أحد أهم ركائز الصادرات الفلاحية التونسية، عبّر الضاوي عن تفاؤله بموسم وفير قد تصل فيه الصابة إلى 600 ألف طن، مشددًا على ضرورة الإعداد الجيّد لتسويق هذا المنتج الاستراتيجي، داخليًا وخارجيًا، بهدف دعم الاقتصاد الوطني وتوفير العملة الصعبة.
وفي ختام تصريحه، دعا إلى تشكيل لجنة وطنية عليا تُشرف عليها رئاسة الجمهورية، تُعنى بمتابعة ومرافقة القطاعات الفلاحية الحيوية، وتعمل على تجاوز العراقيل المزمنة التي تُهدّد مردودية القطاع، وعلى رأسها ضعف التمويل، تذبذب التسويق، والتغيّرات المناخية المتسارعة.
نظرة تحليلية على تطوّر الإنتاج الفلاحي في تونس