عواطف رويني: رحلة نجاح من عاملة فلاحية في القيروان إلى سيدة أعمال ناجحة في بلجيكا (فيديو)


في حلقة مثيرة تحمل عنوان "نار الغربة تعلّمك أن تكتب بالنور اسم الوطن"، يستضيف الإعلامي سمير الوافي في برنامجه "الوحش برو ماكس"، مساء الأحد، مجموعة من الشخصيات التونسية البارزة التي صنعت لنفسها مسارات مميزة رغم الصعوبات. من بين الضيوف: الكاتبة التونسية المقيمة بألمانيا فاتن الفازع، وسيدة الأعمال عواطف رويني، إلى جانب الشيخ محجوب المحجوبي، والمدرب الرياضي السابق مختار التليلي.

اللافت في هذه الحلقة، هو تسليط الضوء على قصة عواطف رويني، وهي سيدة تونسية من أصل ريفي تحولت من عاملة بسيطة إلى نموذج ملهم في عالم ريادة الأعمال في بلجيكا. وقد سبق لسمير الوافي أن نشر تدوينة على صفحته الرسمية كشف فيها عن بعض جوانب قصتها الاستثنائية، حيث قال:

"قصة رهيبة اسمها عواطف رويني، سيدة أعمال تونسية تقيم حالياً في بلجيكا. قبل سنة 2016، كانت تعمل في الحقول الزراعية بسواني أرياف القيروان. كانت تتحمل مسؤولية إعالة أسرتها بصفتها الابنة الكبرى، وسط ظروف اجتماعية ومادية قاسية. كافحت بلا توقف، وتخلّت عن أنوثتها مؤقتاً من أجل أن يعيش أهلها بكرامة. ولكن مع مرور الوقت، أصبحت المسؤوليات أثقل من أن تتحملها بمفردها، ما دفعها لاتخاذ قرار مصيري غيّر مجرى حياتها."

في عام 2016، وبدافع الأمل أكثر من الخوف، قررت عواطف أن "تحرق" نحو أوروبا عبر قارب مطاطي صغير (زودياك)، مع أربعة عشر رجلاً، وكانت المرأة الوحيدة بينهم. خاضت مغامرة محفوفة بالموت، استمرت لثلاثة أيام وسط البحر، تذوقت فيها الخوف والجوع والتعب، حتى وصلت إلى سواحل إيطاليا في حالة إنهيار جسدي ونفسي، حيث أغمي عليها لحظة وصولها وتم نقلها لتلقي الإسعافات الأولية.

تفاصيل هذه الرحلة الصعبة، التي تمثل نموذجاً مؤلماً وحقيقياً لما يعانيه الحالمون بالهجرة غير النظامية، سيتم الكشف عنها بالكامل خلال حلقة الأحد من برنامج "الوحش برو ماكس". وتعد هذه الحلقة من أقوى حلقات الموسم، حيث تسلط الضوء على الجانب الإنساني والاجتماعي من ظاهرة "الحرقة"، وتُبرز قصة استثنائية تحولت من معاناة الغربة إلى نجاح لافت، دون أن تتغاضى عن التحذير من المخاطر الجسيمة التي تهدد حياة المهاجرين غير النظاميين.

ومن خلال هذه القصة، يوجه البرنامج رسالة توعوية قوية لكل من يفكر في سلوك هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، ويؤكد أن النجاح ممكن، لكنه لا يكون أبداً عبر قوارب الموت.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال