شهدت مباراة دربي العاصمة التي جمعت بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي، مساء الأحد 20 أفريل 2025، على أرضية ملعب حمادي العقربي برادس، تكريمًا رمزيًا أثار موجة من الانتقادات في صفوف جماهير الإفريقي، تحديدًا من مجموعة ألتراس "كورفا نورد".
قبل انطلاق المباراة التي انتهت بفوز الترجي على النادي الإفريقي بنتيجة 3-1، قامت الهيئة المديرة للنادي الإفريقي، وعلى رأسها رئيس النادي هيكل دخيل، بتكريم عدد من القيادات الأمنية من الشرطة والحرس الوطني والحماية المدنية، وذلك بمناسبة عيد قوات الأمن الداخلي في ذكراه 69 الموافق ليوم 18 أفريل.
خلال هذا التكريم الرمزي، تم تقديم قمصان النادي رقم 18 كعربون تقدير للمؤسسة الأمنية على مجهوداتها في تأمين المباريات والأحداث الرياضية.
رغم أن المباراة مرت في أجواء رياضية عادية، إلا أن يوم الاثنين 21 أفريل شهد تصاعدًا في التوتر على منصات التواصل الاجتماعي، بعد أن أصدرت مجموعة ألتراس" CURVA NORD" بيانًا شديد اللهجة، عبّرت فيه عن رفضها التام لهذه البادرة.
واتهم البيان رئيس النادي بـ"التملق" للمؤسسة الأمنية، واعتبر أن هذا التكريم يُعدّ إساءة لذكرى الشاب عمر العبيدي، مشجع الإفريقي الذي توفي في مارس 2018 في ظروف ما زالت محل تحقيقات قضائية، إثر مطاردة أمنية عقب مباراة.
البيان لم يمر مرور الكرام، بل تحوّل إلى مادة ساخنة على وسائل التواصل، حيث أطلق عدد من المشجعين وسم #هيكل_داخلية، في نقد مباشر لرئيس النادي، الذي رأوا في تصرفه تنازلاً عن موقف تاريخي لجماهير الإفريقي تجاه قضية عمر العبيدي.
واعتبرت الجماهير الغاضبة أن هذا التكريم لا يعبّر عنها، بل يُعدّ انحيازًا لرواية رسمية في وقت لا تزال فيه عائلة الفقيد عمر العبيدي تطالب بإحقاق العدالة.
قضية عمر العبيدي ليست مجرد حادثة بالنسبة لجماهير النادي الإفريقي، بل هي جرح مفتوح يُعيد طرح العلاقة المتوترة أحيانًا بين الجمهور والمؤسسة الأمنية. وعلى هذا الأساس، فإن أي خطوة تحمل طابعًا رمزيًا تجاه وزارة الداخلية تُقابل دائمًا بالحذر والرفض إذا لم تكن مرفوقة باعتراف أو تفاعل مع المطالب الحقوقية.
وفيما يلي البيان كما ورد:
هيكل دخيل باع القضيّة.... عمر العبيدي قضيّة أزليّة.
في صورة مخجلة ومقزّزة، قام "رئيس" النّادي بتكريم مجموعة من القيادات الامنية بصفة مجانية و مهينة متغافلا عن ما حصل من قمع و هرسلة من افراد وزارة الداخلية لجماهيرنا لسنوات طويلة و لعلّ قضيّة عمر العبيدي اكبر دليل على ذلك.
يبدو ان هيكل دخيل قد نسي نفسه و نسي مركزه كرئيس لنادي تونسي شعبي نراه أكبر و أعزّ من كلّ من تسوّل له نفسه الاعتداء على جماهيرنا سلطة كانوا ام افرادا.
هذا التكريم لا يمثّلنا و لا يلزمنا في شيء و الماضي القريب يذكّرنا بمغبّة من صادق على رواية وزارة الداخلية على حساب جماهيرنا، و نذكّر رئيس النّادي مرّة اخرى بأن مزبلة التاريخ مازالت تستوعب الكثير من اشباه المسؤولين فكونوا على الأقل أهلا لها.
في الأثناء، تتواصل الايقافات و المداهمات الأمنيةلجماهيرنا فجر اليوم لتزيد الطّين بلّة، و تؤكّد بأن تملّقك المجّاني لم و لن يثني اعوان الامن عن التمادي في هرسلة و قمع شغف الجماهير.