والد الطالب فارس خالد :"رأسي مرفوع أما نبكي.. جبت راجل وربيتو على الصدق وحب الوطن"


 

نشر والد الطالب فارس خالد، اليوم الأربعاء 9 أفريل 2025، تدوينة مؤثرة على صفحته الخاصة بموقع فايسبوك، نعى فيها ابنه الراحل بكلمات صادقة ومؤلمة لامست مشاعر كل من قرأها.




وجاء في التدوينة:


"بسـ م الله الرحـ من الرحـ يم، الحمـ د لله.

وَبَشِّـ رِ الصَّـ ابِرِينَ، الَّـ ذِينَ إِذَا أَصَـ ابَتْهُم مُّصِـ يبَةٌ قَـ ـالُـوا إِنَّـ ا لِلَّهِ وَإِنَّـ ا إِلَيْـهِ رَاجِعُـ ونَ.

أنا والد المرحوم فارس خالد، أو بالأحرى صاحبه، وخوه، وظله، وقطعة من قلبه... فارس لم يكن مجرد ابني، كان روحي التي تمشي على الأرض. كنت أخاف عليه حتى من ظله من شدة حبي له."


وأضاف الأب في كلماته، التي تفيض بالألم وتُجسّد عمق الفاجعة، شكره وامتنانه الصادق لكل من قدّم له التعزية والمواساة، سواء من خلال الحضور الشخصي، أو برسائل الدعم، أو بالدعاء الصادق في هذا الظرف العصيب الذي تمرّ به العائلة. وأكد أن هذه الوقفات الصادقة كان لها أثر بالغ في تخفيف وطأة الفقد، ومواساته في مصابه الجلل.


كما خصّ بالشكر زملاءه وأعوان وإطارات وزارة الداخلية، لما أبدوه من تضامن إنساني ومساندة فعلية، تعكس روح الزمالة والوفاء. ولم يغفل أيضًا توجيه التحية إلى كل من وزارة التعليم العالي وجامعة منوبة، التي كان يدرس بها الراحل، بالإضافة إلى أصدقاء فارس وزملائه في الدراسة والنشاط الجمعياتي، الذين لم يتوانوا في تقديم كل أشكال الدعم لعائلته.


وأشار الأب أيضًا إلى اللفتة الكريمة من سفارة دولة فلسـ _طين بتونس، التي عبّرت عن تضامنها الكامل مع العائلة، في تأكيد جديد على عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين التونسي والفلسـ _طيني، وعلى التقدير الكبير الذي تحظى به المبادرات الشبابية النبيلة التي تعبّر عن دعم القضايا العادلة بطرق سلمية وإنسانية.


وفي لمحة عن حياة الراحل، قال والده إن فارس نشأ في كنف عائلة تُقدّر حب الوطن والتضحية، حيث تربّى على القيم السامية والالتزام، وكان مثالًا للشاب التونسي المحب للحياة. درس في المدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم بالدندان، وكان شغوفًا بالتصوير، الرياضة، والفنون، إذ مارس رياضة الملاكمة في الجمعية العسكرية بباردو، كما شارك في عروض مسرحية بالمركب الثقافي بالمنزه، وأبدع في الرسم.


كان فارس ناشطًا في عدة نوادٍ وجمعيات شبابية على غرار LEO Club Carthage Sunshine وInteract Club Amilcar Sidi Bou Said، وسعى دومًا إلى خدمة المجتمع ونشر الخير أينما حلّ. وكان محافظًا على صلواته، مؤمنًا برسالة الشباب، ومدافعًا عن القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسـ _طينية التي حملها في قلبه بإيمان عميق بعيدًا عن أي انتماء سياسي أو إيديولوجي.


وأوضح والده أن ابنه الراحل لم يتمكن من النوم ليلة المسيرة الطلابية التي كانت مبرمجة لدعم القضية الفلسـ _طينية، وقرر، بحماس وهدوء، أن يسبق الجميع ويرفع العلم عاليًا، ليس بدافع التظاهر أو الظهور، بل بدافع الإيمان الصادق، والحب النقي لعدالة القضية.


وختم الأب كلماته قائلًا:


"اليوم أكتب هذه الكلمات وقلبي دامع، لكن رأسي مرفوع. ربي رزقني برجل، ربيته على الصدق والاستقامة، واليوم أحتسبه عند الله من الشـ _هداء.

تحيا تونس... تحيا فلسـ _طين."


يُذكر أن الطالب فارس خالد، المرسم بالسنة الأولى بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات التصميم بالدندان، توفي إثر حادث أليم أثناء محاولته رفع علم دولة فلسـ _طين في محيط المؤسسة الجامعية. وقد شُيّع جثمانه يوم الثلاثاء 8 أفريل 2025، في موكب جنائزي مهيب، حضره عدد كبير من الطلبة والمواطنين الذين عبروا عن تضامنهم العميق مع عائلته، واعتزازهم بروح فارس الوطنية.


أحدث أقدم

نموذج الاتصال