أثارت شهادة شقيق أحد ضحايا حادثة سقوط سور معهد المزونة في ولاية سيدي بوزيد موجة كبيرة من التعاطف والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كشف بتأثر شديد عن المعاناة اليومية التي تعيشها العائلة، سواء قبل الحادثة أو بعدها، في منطقة تفتقر إلى أبسط ضروريات الحياة الكريمة، على غرار الماء الصالح للشراب والخدمات الصحية الأساسية.
وفي تصريح مؤلم وثّقته عدسات الكاميرا، عبّر شقيق الضحية، والدموع تملأ عينيه، عن حالة اليأس التي تعيشها العائلة قائلاً: "حتى الماء ما عناش... الماء متعدّي ورانا وأحنا ما عناش... تأمنو والأمان بالله حتى الماء ما عناش، ما لقيناش باش نغسلوه... نكلمو في التركتور باش يجيبلنا الماء... هذا حقه الشرعي باش يتغسل، والمسؤول الي باش يجينا توا شنعملو بيه؟".
كما وجّه المتحدث نداءً صريحًا للمحاسبة والعدالة، مؤكدًا: "نحبّو المحاسبة، أي حدّ من المتواطئين إذا يشدّ الحبس نفرحلو... كي تدخل للسبيطار حتى فاصمة ما تلقاهاش...". هذه الكلمات الصادقة عرّت واقعًا صادمًا يعيشه عدد كبير من المواطنين في المناطق الداخلية المهمّشة، وأعادت إلى الواجهة النقاش حول تردّي البنية التحتية في المؤسسات التربوية، وتقصير الدولة في توفير الحد الأدنى من مقوّمات الحياة.
وتأتي هذه الحادثة لتسلّط الضوء مجدّداً على المطالب الشعبية المتكرّرة بضرورة إصلاح المرافق العامة وتكريس العدالة الاجتماعية، في ظل ما يعتبره كثيرون غيابًا حقيقيًا للدولة عن مناطق الداخل.