سجّلت محطات رصد الزلازل التابعة للمعهد الوطني للرصد الجوي، اليوم الجمعة 18 أفريل 2025، على الساعة العاشرة و33 دقيقة صباحًا، رجة أرضية بلغت قوتها 3.7 درجات على سلم ريشتر. وقد تم تحديد مركز الرجة غرب معتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد، وذلك وفق بلاغ رسمي صادر عن المعهد.
وتأتي هذه الرجة الأرضية ضمن سلسلة من التحركات الزلزالية التي تشهدها مناطق من البلاد من حين إلى آخر، في ظل الطبيعة التكتونية للمنطقة. وفي هذا السياق، قدّم الدكتور نجيب بحروني، المختص في المخاطر الزلزالية، ومدير مشروع وطني حول "دراسة وتحديد التصدعات الحديثة بالقشرة الأرضية للبلاد التونسية"، توضيحات علمية خلال مداخلته في برنامج "كابتشينو" على إذاعة الجوهرة أف أم.
وأشار بحروني إلى أن "الرَجّات الأرضية التي تتراوح قوتها بين درجة واحدة وثلاث درجات تُعتبر ضعيفة وتحدث بشكل شبه يومي نتيجة لتحرك الصفائح التكتونية التي تتكوّن منها القشرة الأرضية"، مضيفًا أنّ "الرَجّات التي تتراوح شدّتها بين ثلاث وخمس درجات تُعتبر متوسطة، بينما تُعدّ الزلازل التي تتجاوز قوتها ست درجات زلازل قوية".
وأوضح الخبير أن تونس تقع على هامش صفيحة أفريقيا التكتونية، وهي تتأثر بشكل مباشر بحركتها، مشددًا على أن البلاد لا تتأثر بالزلازل البعيدة التي تحدث في مناطق مثل أوروبا أو آسيا، بل بالتحركات المحلية للصفائح التي تمرّ بالقرب من أراضيها.
وبخصوص تمركز الرجة الأخيرة في جهة الرقاب، أفاد بحروني بأنّ هذه المنطقة، إلى جانب المكناسي والمزونة، تحتوي على صدوع تكتونية نشطة ومهمة، مثل الصدع الذي يمتد في اتجاه شرق-غرب ويمرّ قرب جبل بوهدمة، والصدع الآخر الذي يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ويمر عبر الرقاب والمزونة وصولًا إلى جهة قابس. كما يوجد صدع إضافي يمتد من جهة السند ويتقاطع مع جبل بوهدمة، ما يُفسّر النشاط الزلزالي المتكرر في هذه المنطقة.
وشدّد الدكتور بحروني على أن هذه الرجات لا تشكّل خطرًا مباشرًا على السكان أو البنية التحتية، إذ تُعتبر من النوع الضعيف إلى المتوسط، إلا أن التعامل الجاد معها ضروري من منطلق علمي ووقائي. وقد أطلقت الدولة مشروعًا وطنيًا يهدف إلى دراسة وتحديد التصدعات الحديثة بالقشرة الأرضية، وذلك لتوفير بيانات دقيقة للوزارات والمؤسسات المختصة، خاصة وزارة التجهيز، لاعتمادها عند التخطيط للمشاريع الكبرى كالمناطق العمرانية الجديدة، والطرق، والسدود.
يُذكر أنّ تونس، رغم محدودية النشاط الزلزالي بها مقارنة بدول مثل تركيا أو إيطاليا، تولي أهمية كبرى لمتابعة هذه الظواهر الطبيعية، من أجل تعزيز الوقاية وتحسين شروط السلامة العامة في إطار سياسات التنمية المستدامة والتخطيط الحضري السليم.