أعلنت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي عن اهتمام ثلاث شركات صناعية صينية رائدة عالمياً في قطاع تصنيع مكونات السيارات بالاستثمار في تونس عبر إنشاء مواقع إنتاج جديدة. ويأتي هذا الإعلان ليؤكد جاذبية تونس كمركز صناعي واستثماري إقليمي متنامٍ.
وفي هذا الإطار، يؤدي وفد صيني يضم ممثلين عن هذه الشركات زيارة رسمية إلى تونس لدراسة فرص الاستثمار وإجراء لقاءات مع مختلف الأطراف المعنية، بهدف استكشاف إمكانية إقامة مشاريع صناعية ذات قيمة مضافة عالية. وقد أوضحت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي، في بيان أصدرته أمس الجمعة، أن هذه الزيارة تأتي نتيجة عوامل عديدة أهمها القرب الجغرافي من أوروبا، والاتفاقيات التفاضلية التي تربط تونس بالأسواق الأوروبية والأمريكية، إلى جانب موقعها الاستراتيجي الذي يتيح سهولة النفاذ إلى الأسواق الأفريقية والآسيوية، بما فيها السوق الصينية نفسها.
وتبرز هذه المبادرة الصينية أهمية تونس كمنصة صناعية ولوجستية واعدة، لاسيما في قطاع مكونات السيارات، الذي يشهد نمواً متسارعاً على الصعيد العالمي، ضمن سلاسل القيمة المتكاملة. ويُعول على هذه المشاريع في دعم قدرة تونس التنافسية وزيادة اندماجها في الأسواق الدولية، خاصةً مع سعي كبرى الشركات العالمية إلى تنويع مواقع إنتاجها وتقريبها من أسواق الاستهلاك الرئيسية.
وفي سياق متصل، أكدت وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي التزامها الكامل بمرافقة المستثمرين الأجانب في جميع مراحل مشاريعهم، بداية من مرحلة الدراسات الأولية وصولاً إلى استكمال عمليات الاستثمار، مع تقديم الدعم الفني واللوجستي لتعزيز فرص نجاح هذه المبادرات. كما تعمل الوكالة على تحفيز الشراكات بين المستثمرين الأجانب ونظرائهم المحليين بما يسهم في دفع عجلة النمو المشترك وخلق مواطن شغل جديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن تونس تحتضن حالياً 21 مشروعاً استثمارياً صينياً بإجمالي استثمارات بلغ نحو 30 مليون دينار، وهو حجم يعتبر محدوداً نسبياً مقارنة بالإمكانات المتاحة، وفق تقديرات خبراء الاستثمار. ويعزز هذا الوضع أهمية المبادرات الجديدة لاستقطاب استثمارات إضافية.
من جهة أخرى، تشهد المبادلات التجارية بين تونس والصين نمواً مطرداً، حيث بلغت قيمة الصادرات الصينية إلى تونس حوالي 2.088 مليار دينار خلال الشهرين الأولين من سنة 2025، مقابل صادرات تونسية نحو الصين بقيمة 10.9 مليون دينار. وتظهر البيانات زيادة ملحوظة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، التي سجلت صادرات صينية بنحو 1.22 مليار دينار وواردات تونسية لم تتجاوز 10.4 مليون دينار، مما يعكس ديناميكية متنامية في التبادلات الاقتصادية بين البلدين، رغم استمرار الفارق الكبير في الميزان التجاري لصالح الصين.
وتُعد وكالة النهوض بالاستثمار الخارجي مؤسسة عمومية تونسية لا تكتسي صبغة إدارية، وتتمثل مهمتها الأساسية في توفير الدعم والمرافقة للمستثمرين الأجانب، وتطوير الاستثمار الخارجي في كافة القطاعات الاقتصادية، إضافة إلى تعزيز عمليات الشراكة بين الباعثين المحليين ونظرائهم الدوليين، في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية الاقتصادية. وتمتلك الوكالة ستة مكاتب تمثيلية بالخارج موزعة بين باريس وبروكسل وميلان وكولونيا ولندن وشيكاغو، بهدف تسويق الوجهة التونسية وجلب الاستثمارات النوعية.