تحدّث المختص في البرمجيات والخبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ماهر قايدة خلال استضافته في برنامج "L'Emission Impossible" مع الإعلامي برهان بسيّس على موجات إذاعة إي أف أم، عن المخاطر الخفية المرتبطة باستخدام الإنترنت والهواتف الذكية، مسلطًا الضوء على بعض التقنيات الحديثة التي قد تشكّل تهديدًا حقيقيًا لخصوصية المستخدمين.
وفي سياق حديثه، كشف ماهر قايدة عن معطى صادم يتعلق بهواتف "آيفون"، حيث أشار إلى أن هذه الهواتف تقوم بالتقاط صور بشكل أوتوماتيكي كل 5 ثوانٍ دون علم المستخدم، قائلاً: "الآيفون كل 5 ثواني يلتقط صورة بصمت من غير ما تحس، خاطر فيه نظام متقدّم وذكاء اصطناعي يتعلّم من البيانات اللي يجمعها.". وأوضح أن هذه التقنية تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي المدمجة في أنظمة التشغيل الحديثة، والتي تقوم بتحليل الصور والبيانات لتحسين التجربة الذكية، لكن في المقابل، فإنها تثير تساؤلات كبيرة حول حدود الخصوصية ومدى مراقبة المستخدم دون علمه.
وأضاف قايدة أن الغاية من هذه العمليات تكمن في تجميع كميات هائلة من الصور والبيانات الخاصة بتعابير الوجه وسلوكيات المستخدمين في حالات مختلفة، مثل الغضب، الفرح، القلق وغيرها. وتابع قائلاً: "هو حاشتو بالآف الملياردوات من الصور باش يخلق ذكاء اصطناعي أقوى.. من ملامح وجهك كي تبدى متغشش وكي تبدى تضحك وفي حالاتك الكل باش كي يحبو يفبركو حاجة، تبدى البيانات الكل عندهم". ويشير بذلك إلى استخدام هذه البيانات في تدريب نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة، قادرة على محاكاة سلوك البشر وتوليد صور أو مقاطع فيديو مزيفة (deepfake) يصعب التفرقة بينها وبين الحقيقة.
هذا التصريح أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والخبراء عن مخاوفهم من الاستغلال غير المعلن للبيانات الشخصية، داعين إلى ضرورة تشديد القوانين وحماية الخصوصية الرقمية في ظل التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي.