غيب الموت صباح اليوم الأربعاء 23 أفريل 2025، الرئيس التونسي الأسبق فؤاد المبزع، عن سن تناهز الـ92 عامًا، بعد مسيرة سياسية طويلة قادته إلى قمة هرم السلطة خلال إحدى أدق مراحل التاريخ التونسي الحديث.
محطات من مسيرة حافلة
وُلد الفقيد في قلب العاصمة تونس سنة 1933، وتلقى تعليمه بالمدرسة الصادقية، أحد أبرز المعالم التعليمية الوطنية. واصل دراسته العليا في القانون والاقتصاد بالعاصمة الفرنسية باريس، قبل أن يعود إلى تونس ليخوض غمار العمل الإداري والسياسي.
منذ ستينات القرن الماضي، تدرّج فؤاد المبزع في عدة مناصب عليا في الدولة، من بينها:
- مدير عام للأمن الوطني (1965 - 1967)
- رئيس بلدية تونس (1969 - 1973)
- وزير الشباب والرياضة (1973)
- وزير الصحة العمومية (1978)
- وزير الثقافة والإعلام (1979 - 1981)
كما مثّل تونس على الساحة الدولية، حيث شغل منصب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة من 1981 إلى 1986، ثم سفيرًا لتونس في المغرب حتى عام 1987.
من البرلمان إلى قصر قرطاج
دخل المبزع الحياة البرلمانية منذ عقود مبكرة، حيث انتُخب نائبًا عن العاصمة، وتدرّج ليشغل منصب رئيس مجلس النواب لثلاث دورات متتالية من 1997 إلى 2011. وبلغت مسيرته ذروتها إثر الثورة التونسية في جانفي 2011، حيث تولّى رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة في ظرف وطني استثنائي عقب مغادرة الرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وقد تميّزت تلك المرحلة الانتقالية بإدارة دقيقة للأزمات وموازنة بين التطلعات الشعبية والحفاظ على استقرار مؤسسات الدولة، إلى حين تسليم المهام لرئيس منتخب في وقت لاحق.
رحيل بصدى تاريخي
رحيل فؤاد المبزع يُعدّ نهاية لمسيرة رجل دولة عاصر أبرز التحولات السياسية في تونس منذ الاستقلال، وكان أحد رموز الحقبة البورقيبية وما بعدها. وقد ترك بصمة في الحياة العامة، خاصة خلال فترة الانتقال الديمقراطي الأولى في تاريخ البلاد.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وألهم أسرته وكل من عرفوه جميل الصبر والسلوان.