قيمة عامة : الجدار الذي سقط على تلاميذ في معهد المزونة لم يتم ترميمه منذ نصف قرن ! (فيديو)



في حادثة أليمة هزّت الوسط التربوي بجهة المزونة من ولاية سيدي بوزيد، لقي ثلاثة تلاميذ حتفهم إثر انهيار جزء من سور معهد ابن حزم، وهو ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول وضعية البنية التحتية للمؤسسات التربوية في تونس، خاصة في المناطق الداخلية.


وفي تصريح إذاعي، أوضحت هندة الغانمي، القيمة العامة الداخلية بالمعهد، أن السور المنهار يعود بناؤه إلى أكثر من نصف قرن، ولم يخضع لأي عملية ترميم أو صيانة تذكر منذ ذلك الحين، ما جعله هشًّا ومعرّضًا للانهيار مع مرور الزمن. وأضافت أن الحادث تزامن مع تقلبات مناخية شهدتها المنطقة مؤخرًا، من بينها هزات أرضية خفيفة ورياح قوية، وهو ما ساهم على الأرجح في تسريع انهيار الجدار.


من جهته، أكد رئيس فرقة الحماية المدنية بالمكناسي، أيمن جوادي، في تصريح إعلامي، أن الحادث أسفر عن وفاة ثلاثة تلاميذ كانوا بالقرب من السور أثناء وقوع الانهيار، مشيرًا إلى أن فرق الإنقاذ تدخلت بسرعة لنقل المصابين ومحاولة الحد من الخسائر.


وبعد الحادث، أدى وزير التربية، محمد علي البوغديري، زيارة ميدانية يوم الثلاثاء 8 أفريل الجاري إلى عدد من المؤسسات التعليمية في ولاية سيدي بوزيد، من بينها معهد ابن حزم، للوقوف على مدى جاهزية البنية التحتية ومتابعة ظروف سير الدروس، خصوصًا في المؤسسات التي تعاني من تقادم في منشآتها.


وفي هذا السياق، أعلنت الوزارة عن انطلاق إعداد الدراسات الفنية الضرورية لإعادة تهيئة المعهد، وذلك في إطار مشروع شامل يشمل تحسين البنية التحتية، وتجديد التجهيزات التربوية والإعلامية، فضلاً عن صيانة الفضاءات الرياضية. كما أكدت الوزارة حرصها على إشراك مكونات المجتمع المدني والمؤسسات الاقتصادية في جهود التطوير، بهدف خلق بيئة تعليمية آمنة ومحفّزة.


الحادثة أثارت موجة من الحزن والغضب في صفوف الأهالي والمتابعين للشأن التربوي، وسط دعوات إلى ضرورة التحرك العاجل من قبل السلطات المعنية لضمان سلامة التلاميذ وتوفير شروط الدراسة في بيئة آمنة تحفظ أرواحهم وتُعزّز جودة التعليم.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال