تستعد جمعية صيانة مدينة لمطة بولاية المنستير لتنظيم ندوة صحفية يوم الثلاثاء 22 أفريل 2025، بمقر المنظمة التونسية للتربية والأسرة في العاصمة تونس، وذلك للكشف عن تفاصيل الدورة الرابعة والعشرين من مهرجان التراث الغذائي بلمطة، أحد أبرز التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالمطبخ التونسي الأصيل.
تقام هذه الدورة الجديدة تحت شعار "إدراج البسيسة ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو"، تأكيداً على القيمة التراثية والغذائية لهذا الموروث الشعبي الذي يجمع بين البعد التاريخي والإبداع المحلي، ويعكس غنى المطبخ المغاربي وتنوعه.
ويُنتظم مهرجان البسيسة بلمطة سنويًا منذ سنة 2000، ضمن فعاليات "شهر التراث" الممتد من 18 أفريل إلى 18 ماي من كل عام، حيث أصبح يمثل حدثاً وطنياً مميزاً يجمع بين التقاليد الشعبية والتجديد في عرض الأكلات التراثية.
من أبرز فقرات المهرجان، تُنظم مسابقة وطنية لاختيار أفضل أكلة بسيسة، والتي تهدف إلى إبراز تنوع طرق التحضير بين مختلف الجهات التونسية، كما تفتح المجال أمام الطهاة والمواطنين لتقديم وصفاتهم الخاصة، مما يكرّس التعدد الثقافي المرتبط بهذه الأكلة المتجذرة في الذاكرة الجماعية.
تُعرف البسيسة بعدة تسميات مثل الروينة، الزميتة، الرغيدة، السويقة، الغريضة أو الحويسة، وتُعتبر من الأكلات التقليدية التي كانت ترافق التونسيين في مختلف المناسبات والمواسم.
وتتميز البسيسة بتركيبتها الطبيعية، حيث تُحضر من مزيج الحبوب مثل الحلبة، العدس، الحمص، القمح أو الشعير، تُحمّص ثم تُطحن للحصول على طحين غني يمكن استهلاكه جافاً أو رطباً، مع إضافات مثل الزيت، العسل، الحليب، التمر أو الفواكه الجافة.
وتُعد البسيسة من الأطعمة التي اعتمد عليها المسافرون والتجار في العصور القديمة لما توفره من طاقة وسهولة في الحفظ والنقل، وقد عرفها الرومان والقرطاجيون والبيزنطيون، مما يثبت عمقها التاريخي وتنوعها الجغرافي.
ويأمل القائمون على المهرجان أن يكون إدراج البسيسة ضمن قائمة التراث اللامادي لليونسكو خطوة جديدة نحو تثمين التراث الغذائي التونسي، وتشجيع الأجيال الجديدة على الحفاظ على هذا الإرث الحضاري الغني.